بنتلي باكالار تهوي بأكثر من نصف سعرها
شهدت سوق السيارات الفاخرة حدثًا غير متوقع هزّ أوساط جامعي السيارات النادرة، بعدما سجلت بنتلي باكالار – أغلى سيارة في تاريخ الشركة البريطانية – انخفاضًا حادًا تجاوز 60% من قيمتها الأصلية خلال أقل من عامين فقط على إنتاجها، في واحدة من أكثر حالات الهبوط اللافتة في عالم السيارات محدودة الإنتاج.
وجاءت هذه المفاجأة خلال مزاد حصري نظمته RM Sotheby’s في أبوظبي بالتزامن مع أسبوع سباق الفورمولا 1، وهو حدث يُعرف عادةً باستقطابه نخبة جامعي السيارات حول العالم، ما زاد من حدة التساؤلات حول مستقبل بعض السيارات الفاخرة كاستثمار طويل الأمد.
محتوى
تفاصيل البيع الصادم في مزاد أبوظبي

تم بيع بنتلي باكالار موديل 2021 مقابل 876,785 دولار أمريكي فقط (ما يعادل نحو 3.28 مليون ريال سعودي)، رغم أن سعرها عند الإطلاق كان يقارب مليوني دولار أمريكي، أي أنها فقدت ما يزيد على نصف قيمتها السوقية خلال فترة قصيرة.
اللافت أن السيارة لم تقطع سوى 1,131 كيلومترًا فقط، ما يعني أنها كانت شبه جديدة، وهو ما يجعل هذا التراجع أكثر غرابة في سوق يُفترض أن يكافئ الندرة والحالة الممتازة.
فيما يلي جدول يوضح مواصفات بنتلي باكالار:
| المواصفة | القيمة |
|---|---|
| سعر الإطلاق | مليوني دولار |
| سعر البيع في المزاد | 876,785 دولار |
| المسافة المقطوعة | 1,131 كيلومتر |
| عدد النسخ المنتجة | 12 نسخة فقط |
سيارة نادرة… لكن الطلب لم يكن كافيًا
قدّمت بنتلي طراز باكالار كتحفة فنية على عجلات، ووصفتها بـ”اليخت الأرضي”، حيث تم إنتاج 12 نسخة فقط عالميًا، مع تصميم ومواصفات فريدة لكل سيارة، بإشراف قسم Mulliner المتخصص في التخصيص الفاخر.
ورغم هذه الحصرية المطلقة، لم تلقَ النسخة رقم 5 من أصل 12 الاهتمام المتوقع في المزاد، حتى في أجواء الفورمولا 1 التي عادةً ما تشهد نشاطًا قويًا في سوق السيارات النادرة.
مواصفات النسخة المعروضة في المزاد

جاءت السيارة بلون خارجي أحمر جريء، مع مقصورة داخلية فاخرة تجمع بين:
- جلد كريمي فاخر مع تطريز عنابي عميق
- لمسات من النيكل الساتاني
- خشب Vavona الطبيعي
- تفاصيل من الكروم المصقول
كما زُوّدت بجنوط قياس 22 بوصة بتشطيب ثلاثي (فضي – نيكل ساتاني)، ما يمنحها حضورًا لافتًا في الوجهات الراقية مثل موناكو أو الريفيرا الفرنسية.
لماذا تراجعت قيمة بنتلي باكالار؟
رغم ندرتها، اصطدمت باكالار بعدة عوامل أثّرت سلبًا على قيمتها السوقية، أبرزها:
- التشابه الكبير مع بنتلي كونتيننتال GTC، التي تقدم تجربة فاخرة قريبة بسعر يقارب 300 ألف دولار فقط
- غياب الفروقات التقنية الثورية التي تبرر الفارق السعري الضخم
- الاعتماد المفرط على التخصيص والحرفية دون تقديم قفزة هندسية أو أداء استثنائي
- محدودية الطلب من جامعي السيارات مقارنة بتوقعات بنتلي عند الإطلاق
فيما يلي جدول يوضح عوامل تراجع قيمة بنتلي باكالار:
| العامل | تأثيره |
|---|---|
| التشابه مع كونتيننتال GTC | قلل المبرر السعري |
| عدد النسخ المحدود | لم يخلق طلبًا كافيًا |
| توقعات السوق | تجاوزت الواقع |
تأثير الحادثة على سوق السيارات النادرة
أثار هذا الانخفاض المفاجئ جدلًا واسعًا بين هواة الجمع والمستثمرين، خاصة أن سيارات علامات مثل فيراري أو بورشه غالبًا ما تحقق مكاسب رأسمالية مع مرور الوقت.
ومن المتوقع أن تدفع هذه الواقعة المشترين مستقبلاً إلى إعادة تقييم مفهوم الندرة، والتمييز بين التفرد الشكلي والقيمة الاستثمارية الحقيقية، مع التركيز بشكل أكبر على الابتكار التقني والهوية الفريدة لكل طراز.
الخلاصة
تمثل قصة بنتلي باكالار مثالًا واضحًا على تحولات سوق السيارات الفاخرة، حيث لم تعد الندرة وحدها كافية لضمان الاحتفاظ بالقيمة. فرغم كونها أغلى سيارة في تاريخ بنتلي وأكثرها حصرية، إلا أن السوق حكم عليها بمنطق مختلف، لتؤكد أن القيمة الحقيقية اليوم تُبنى على الابتكار، لا السعر فقط.










