بي إم دبليو تتعاون مع كوالكوم لدمج المعالجات الإلكترونية فائقة الذكاء
أعلنت شركة “بي إم دبليو” الألمانية عن تعاون استراتيجي لافت مع “كوالكوم” الأمريكية، المتخصصة في صناعة شرائح المعالجات الإلكترونية، لإطلاق منظومة قيادة ذكية وجديدة كليًا في الجيل القادم من سياراتها الكهربائية “آي إكس 3” (iX3)، المقرر طرحها في الأسواق خلال العام المقبل. الابتكار الجديد، الذي كُشف عنه مؤخرًا في معرض ميونخ للسيارات، من شأنه أن يمنح مركبات “بي إم دبليو” مستوى غير مسبوق من الذكاء والاعتماد على تقنيات القيادة الذاتية. المنظومة، المعروفة باسم “سناب دراغون رايد سيستم أون شيب”، تعد نقطة تحول مهمة في عالم المحركات الذكية وتعد بمرحلة أكثر تطورًا في تجربة قيادة السيارات حول العالم.
تفاصيل الحدث
في إطار مسعاها لتعزيز ابتكاراتها الرقمية والارتقاء بتجربة استخدام سائقي سياراتها، وقعت “بي إم دبليو” شراكة مع “كوالكوم” لتطوير دمج عميق للمعالجات الإلكترونية فائقة الذكاء داخل مركباتها. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع انطلاق معرض ميونخ للسيارات خلال الأسابيع الماضية.
الخطوة الأهم في التعاون أثمرت عن تجهيز الجيل الجديد من سيارات “آي إكس 3” (iX3) الكهربائية، المتوقع طرحها في عام 2025، بأحدث أنظمة القيادة الذكية المطورة باستخدام معالجات “كوالكوم”. ويعد هذا الإطلاق هو التدشين الأول للجيل الجديد من “بي إم دبليو”، المعروف بمنصة “نايوو كلاسي” (Neue Klasse)، والتي ستحمل طابع التقنيات الذكية المتقدمة.
مزايا نظام سناب دراغون رايد سيستم أون شيب
يتميز النظام الجديد الذي طورته “كوالكوم” ويحمل اسم “سناب دراغون رايد سيستم أون شيب” (Ride System-on-chip) بعدد من القدرات التقنية غير المسبوقة، أبرزها:
- توفير مستوى عالٍ من الحوسبة الذكية في السيارة مع استهلاك منخفض للطاقة، ما يسهم في زيادة كفاءة النظام الكلي للمركبة.
- دعم أنظمة قيادة ذاتية من المستوى الثاني، بما يتوافق مع المعايير الأوروبية للسلامة والسير، والتي تتيح التحكم بالسيارة دون الحاجة إلى الإمساك الدائم بعجلة القيادة.
- منح سائقي “بي إم دبليو” مجموعة متقدمة من مزايا القيادة الذاتية، والتي تشمل أنظمة جديدة لمساعدة السائق وتعزيز الأمان على الطريق.
- تحسين شامل لأنظمة الترفيه الداخلية للسيارة، بحيث تضاهي سهولة الاستخدام وسرعة الاستجابة في الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب، مما يرفع من جودة تجربة المستخدم للركاب والسائق.
التصريحات الرسمية والنقاط البارزة
- أكدت “بي إم دبليو” أن الجيل الجديد من سياراتها “آي إكس 3” (iX3) سيكون الأول ضمن سلسلة “نايوو كلاسي” (Neue Klasse) التي تعتمد بشكل كامل على منصة رقمية متطورة وتصميم عصري يواكب متطلبات التنقل الذكي.
- أوضحت “كوالكوم” أن منظومتها المبتكرة لقيادة السيارات الذكية مرخصة حاليًا للعمل في أكثر من 50 دولة حول العالم، مع خطط للتوسع إلى 100 دولة بحلول عام 2026.
- أشارت الشركة الموردة للمعالجات إلى نيتها إتاحة النظام الجديد لجميع مصنعي السيارات مستقبلاً، وليس فقط لعملائها الحاليين مثل “بي إم دبليو”.
تأثير التعاون وردود الأفعال المتوقعة
من المتوقع أن يحدث التعاون بين “بي إم دبليو” و”كوالكوم” تأثيرًا كبيرًا في سوق السيارات الفاخرة عالميًا، إذ يتيح للسائقين مستويات متقدمة من الراحة والسلامة بفضل الذكاء الصناعي المتقدم. سيثمر هذا التعاون عن زيادة المنافسة بين شركات السيارات الأوروبية والعالمية لتقديم حلول رقمية مماثلة والتسريع في اعتماد القيادة الذاتية بشكل أوسع.
على الصعيد المحلي، ترى الأوساط المهتمة بسيارات المستقبل في السوق الخليجية أن الخطوة تمثل دفعة قوية نحو تبني مزيد من السيارات الذكية والاعتماد عليها، خاصة مع تزايد الاهتمام الإقليمي بالتحول الرقمي في قطاع النقل.
خلفية عن الشراكة وتطور سوق السيارات الذكية
لطالما حرصت “بي إم دبليو” على ترسيخ موقعها في صدارة شركات صناعة السيارات العالمية عبر التركيز على الابتكار التقني والقيادة الآمنة. وقد شهدت السنوات الأخيرة تسارعًا في سباق تطوير السيارات الذكية، وسط منافسة شديدة بين كبرى الشركات لاعتماد أنظمة مساعدة السائق والذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، أثبتت “كوالكوم” ريادتها عالميًا في إنتاج معالجات تُستخدم في الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، وتمتد الآن إلى صناعة المركبات. وتأتي هذه الشراكة بعد تعاونات سابقة بين شركات سيارات كبيرة ومنصات تقنية لاستكشاف حلول الحوسبة المتقدمة وتلبية الطلب المتنامي على المركبات الذكية.
خلاصة الخبر
تأتي شراكة “بي إم دبليو” مع “كوالكوم” لتؤذن بمرحلة جديدة في مجال السيارات الذكية، عبر دمج تقنيات القيادة الذاتية المتقدمة مع حلول حوسبة قوية وفعالة. ويضع هذا التحالف معايير جديدة للمنافسة في صناعة السيارات، وسيكون له تأثير ملحوظ على تجربة السائق والمستخدم، مع إمكانيات التوسع عالميًا خلال السنوات القادمة، مما يمهد الطريق أمام حقبة السيارات الأكثر ذكاءً واعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.