من هم شريطية السيارات في السعودية؟
تنتشر فئة شريطية السيارات بكثرة داخل أسواق ومعارض بيع السيارات المستعملة في السعودية، وهم وسطاء غير رسميين يتوسطون بين البائع والمشتري لتحقيق أرباح سريعة عبر أساليب تفاوض في الغالب غير نزيهة، وعلى الرغم من أن هذه المهنة نشأت خارج الأطر النظامية، إلا أن تأثيرها في حركة سوق السيارات كبير ولا يمكن إنكاره، وفي هذا المقال نسلّط الضوء على التعريف بهم، وشرح كيفية عملهم، وما الأساليب التي يستخدمونها للتأثير على الصفقات، إلى جانب المخاطر التي قد يتعرض لها البائع أو المشتري، ونقدم نصائح عملية للحماية من الوقوع ضحية للخداع أو الاحتيال عند شراء سيارة مستعملة.
تصفح سيارات مستعملة موثوقة ومضمونة للبيع في السعودية
محتوى
تعريف شريطية السيارات
يعرف شريطية السيارات على أنهم وسطاء غير رسميين يقومون بشراء وبيع السيارات لتحقيق أرباح من خلال التفاوض بين البائع والمشتري، ويعتمدون على مهاراتهم في التسعير والإقناع، وغالبًا ما يمارسون عملهم دون ترخيص أو رقابة، ويشتهرون باستخدام أساليب غير شفافة وأحيانًا مخادعة لتحقيق مكاسب سريعة.
وتعد شريطية السيارات من المهن غير الرسمية التي نشأت وتطورت في ساحات وأسواق السيارات المستعملة، دون أن تخضع لأي إطار تنظيمي أو قانوني واضح، ما يجعلها محاطة بالغموض لدى كثير من الناس، ويعمل أصحاب هذه المهنة كوسطاء بين البائع والمشتري، ولكن بطرق غير معلنة، ودون الكشف عن هويتهم أو صفتهم المهنية، مما يمنحهم حرية كبيرة في التحكم في أسعار السوق وفقًا لمصالحهم، حيث يقوم هؤلاء الشريطية بتسعير السيارات بأسعار منخفضة جداً، ثم يسعون إلى إعادة بيعها بهوامش ربح مرتفعة، مستفيدين من فارق السعر في ظل غياب الرقابة الفعالة.
أساليب شريطية السيارات في استهداف العملاء
يعتمد شريطية السيارات على مجموعة من الأساليب المخادعة والمتكررة لاستهداف العملاء، خصوصًا في أسواق السيارات المستعملة، بهدف السيطرة على الصفقة وتحقيق مكاسب سريعة، وفيما يلي أبرز أساليبهم بالتفصيل:
إخفاء هويتهم كمشترين محترفين
يدّعي الشريطي أنه مجرد مشتري عادي، ولا يصرّح بأنه وسيط، بهدف كسب ثقة البائع وتجنب أي حذر محتمل.
إبراز عيوب وهمية للسيارة
يتعمّد ذكر عيوب مبالغ فيها أو غير موجودة أصلاً ليقلل من قيمة السيارة، كما يشكك في أقوال المالك حول حالتها.
التصرف كأشخاص غير مرتبطين
يتوزع أفراد المجموعة حول السيارة بشكل يوحي بأنهم غرباء عن بعضهم، بينما هم يتعاونون ضمن خطة واحدة للضغط على البائع.
تمثيل الشراء الوهمي
يحاول أحدهم ركوب السيارة أو التظاهر بأنه حسم الصفقة، وذلك لإرباك المشترين الآخرين ودفع البائع نحو إتمام البيع بسرعة.
استخدام تجربة القيادة كأداة ضغط
يقود أحد الشريطية السيارة أمام الجمهور ليبعد المشترين عنها، ومن ثم يعرض مبلغاً منخفضاً مستغلًا قلة الإقبال المصطنعة.
التحكم في تحديد السعر
يطلب معرفة السعر المطلوب، ثم يبدأ بمحاولة تخفيضه بشكل غير منطقي، لذلك من الأفضل ألا تُفصح عن السعر حتى تتأكد من نية المشتري.
الضغط النفسي واستغلال الظروف الشخصية
يعتمد أسلوبهم على قراءة نفسية البائع، واستغلال حاجته للمال أو رغبته في البيع السريع لدفعه نحو قبول عرض منخفض.
التلاعب بجو السوق
يعمدون إلى فرض سعر محدد أو متقارب عبر عدد من الوسطاء، لإقناع البائع أن هذا هو السعر الواقعي، رغم أنه أقل من القيمة الفعلية.
الارتباط ببعض أصحاب المعارض
يمتلك بعض الشريطية علاقات خفية بأصحاب المعارض، ويستخدمون إشارات واتفاقات مسبقة لإتمام الصفقات بما يخدم مصالحهم فقط.
عمليات الغش والممارسات الصناعية لشريطية السيارات
يمارس بعض شريطية السيارات ممارسات صناعية خادعة لتحقيق مكاسب سريعة، وتتمثل خطورة هذه الأفعال في أنها لا تقتصر على التفاوض أو التأثير النفسي فحسب، بل تمتد لتشمل التلاعب الفني بمكونات السيارة ومظهرها الخارجي لإخفاء العيوب الحقيقية وخلق انطباع زائف عن حالتها، ومن أبرز ممارسات الغش والصناعات الخادعة التي يلجأ إليها الشريطية:
- إخفاء العيوب الميكانيكية: تُستخدم مواد لتغطية تسربات الزيوت أو لإخفاء مشاكل في المحرك ونظام التبريد، بهدف تمرير السيارة على أنها بحالة جيدة.
- تلميع خارجي زائف: يتم تلميع الهيكل الخارجي للسيارة بطريقة توحي بأنها نظيفة وخالية من العيوب، بينما تكون مليئة بالمشاكل البنيوية أو الصدمات الخفية.
- تركيب قطع غيار مستخدمة: يستبدل بعض الشريطية القطع التالفة بأخرى مستخدمة وغير أصلية، مما يقلل من جودة السيارة ويزيد من احتمالية الأعطال لاحقًا.
- إخفاء الأصوات الميكانيكية: تُستخدم تقنيات مؤقتة لإسكات الأصوات الناتجة عن الاحتكاك أو الأعطال الداخلية، ما يضلل المشتري عند تجربة السيارة.
- التلاعب بعدادات السرعة: يتم تعديل عدد الكيلومترات في عداد المسافة في السيارة لإظهار مسافة أقل مما تم قطعه فعليًا، بهدف بيعها بسعر أعلى من المستحق.
- التعاون مع ورش غير مرخصة: غالبًا ما تنفذ هذه الأعمال في ورش غير خاضعة للرقابة، تفتقر للمهنية وتُستخدم كوسيلة رئيسية لتمرير هذه الممارسات.
نصائح لتجنب حالات الإحتيال من شريطية السيارات
من المهم اتباع مجموعة من النصائح والإجراءات الوقائية تساعدك على اتخاذ قرارات مدروسة تحميك من الغش والخسارة التي قد يمارسها شريطية السيارات، ومن أهم هذه النصائح:
- اعرف قيمة سيارتك قبل الدخول للسوق: استشر 5 أشخاص موثوقين لديهم خبرة في السيارات واطلب منهم تقييم سعرها بناءً على المواصفات، دخول السوق وأنت تعرف سعر سيارتك الحقيقي يُجنبك الوقوع فريسة لتلاعب الشريطية.
- لا تذهب بمفردك للسوق: اصطحب شخصًا أو اثنين من أصحاب الشخصية القوية والخبرة، إذ إن وجودهم معك يربك الشريطية ويحدّ من محاولاتهم في التلاعب أو الضغط النفسي.
- احذر من استغلال العاطفة: لا تصدق من يدعي أنه يشتري السيارة لأمه أو أيتام أو بحجة الفقر؛ فهذه واحدة من أشهر الحيل لاستعطاف البائع وتخفيض السعر دون وجه حق.
- احذر من المظاهر المخادعة: قد يرسل الشريطية شخصًا يظهر بمظهر محترم (مثل طبيب أو ملتزم أو رجل مثقف بسيارة فخمة) ليوهمك أنه زبون جاد، بينما هو متفق معهم لشراء السيارة بسعر متدنٍ.
- اختر توقيت البيع بعناية: رغم انتشار الشريطية في كل وقت، إلا أن أيام نهاية الأسبوع تشهد وجود عدد أكبر من المستخدمين الحقيقيين، مما يزيد فرص البيع بسعر عادل، لذلك من المهم أن تعرف أفضل وقت لبيع السيارة المستعملة في السعودية.
- افحص السيارة فحصًا شاملًا: قبل البيع أو الشراء، اعرض السيارة على مركز فحص مستقل للكشف عن حالتها الحقيقية، وتأكد من عدم التلاعب في عداد الكيلومترات أو إخفاء الأعطال.
- راجع السجلات الرسمية للسيارة: اطلّع على سجل الصيانة والتقارير المرورية للتأكد من تاريخ السيارة وحوادثها، ولا تعتمد فقط على كلام البائع أو الوسيط.
- لا تدفع مقدمًا دون فحص: لا تحول أي مبالغ قبل فحص السيارة بنفسك، الدفع المسبق دون تحقق يعرضك لخطر الاحتيال أوالاختفاء المفاجئ للبائع.
- تأكد من هوية البائع: تحقق من أن من يعرض السيارة هو مالكها الفعلي، وليس مجرد وسيط أو يستخدم اسم شخص آخر كغطاء قانوني، وهو أسلوب شائع بين الشريطية.
- طابق أرقام الهيكل والمحرك: افحص أوراق السيارة الرسمية وتأكد من تطابق رقم الهيكل والمحرك مع ما هو مدون في الاستمارة، فالتزوير في هذه الوثائق وارد، ومن الممكن التأكد من سلامة أوراق السيارات المستعملة عبر منصة أبشر.
أسئلة شائعة
كيف تنظم التشريعات السعودية ممارسات الشريطية في السيارات؟
التشريعات السعودية تلزم الشريطية بالحصول على تراخيص رسمية وتنظيم نشاطهم عبر أنظمة إلكترونية لضمان الشفافية، وتفرض توثيق العقود إلكترونيًا وربطها بالمرور، كما تُقيد نقل السيارات وتمنع التعاملات النقدية لتفادي التلاعب وغسل الأموال.
ما هو الدور الرئيسي للشريطية في تجارة السيارات المستعملة بالسعودية؟
يعمل الشريطية كوسطاء في بيع وشراء السيارات المستعملة، يقومون بالتفاوض بين البائع والمشتري، ويعرضون السيارات داخل السوق أو الحراج، ولكن بعضهم يمارس الغش بإخفاء العيوب أو التلاعب بالأسعار، مما دفع الجهات لتنظيم نشاطهم.
كيف أثرت رؤية 2030 على تنظيم سوق السيارات والشريطية؟
رؤية 2030 ساهمت بتنظيم السوق عبر فرض التراخيص، توثيق المبيعات إلكترونيًا، تطوير منصات رقمية للشراء، وتحجيم استيراد السيارات الحديثة، كما حسّنت حماية المستهلك بتطوير مراكز الفحص وتقليل الاعتماد على الوسطاء التقليديين.
ما المخاطر التي يواجهها المشتري عند التعامل مع الشريطية في السعودية؟
تتمركز المخاطر حول شراء سيارة فيها أعطال خفية مكلفة، وتعديل السيارات بشكل غير آمن، واستخدام أسماء كبار السن كواجهة للاحتيال، وضعف الشفافية وغياب العقود الرسمية، وصعوبة التأكد من ملكية السيارة، والوقوع في صفقات مغرية تخفي مشاكل خطيرة.
وفي الختام، بالرغم أن شريطية السيارا” يشكلون جزءًا لا يُستهان به من حركة سوق السيارات المستعملة، فإن وجودهم غير المنظم واتباع بعضهم لأساليب خادعة يضع البائعين والمشترين أمام تحديات حقيقية، لذلك، من المهم أن تكون واعيًا بأساليبهم وأن تحصّن نفسك بالمعرفة، وتستند إلى تقييمات دقيقة، وتتحقق من السجلات الرسمية لأي سيارة تفكر في شرائها أو بيعها، ومع تطور التنظيمات في إطار رؤية 2030، تتعزز فرص ضبط السوق ورفع الشفافية، بما يحقق العدالة ويحمي المستهلك من الاستغلال والمخاطر المرتبطة بهذا النوع من الوسطاء.
