قرارات صارمة من الصين: انتهاء التحايل بتصدير السيارات الجديدة كـ مستعملة
في خطوة تُعتبر الأشد من نوعها حتى الآن، فرضت الحكومة الصينية قيودًا واسعة وصارمة على تصدير السيارات إلى الأسواق العالمية، مع تشديد الرقابة على تصدير السيارات تحت فئة “المستعملة”. القرار الذي يأتي بعد رصد تحايل في تسجيل السيارات الجديدة على أنها انباعت محليًا ثم إعادة تصديرها كـ”مستعملة”، يُنتظر أن يُعيد ترتيب المشهد الدولي لصادرات السيارات الصينية ويقطع الطريق أمام ممارسات تلاعب أثارت جدلًا واسعًا مؤخراً.
هذه الإجراءات ستدخل حيّز التنفيذ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن تحمل آثارًا مباشرة على الأسعار وأداء السوق، بجانب تحسين السمعة العالمية للصناعة الصينية بعد التشويه الذي حصل بسبب موجة سيارات بلا صيانة أو ضمانات أُغرقت بها بعض الأسواق.
محتوى
الصين تشدد الرقابة على تصدير السيارات
أعلنت السلطات الصينية عن قيود تنظيمية جديدة تُعد الأكثر صرامة حتى اللحظة بشأن تصدير السيارات المستعملة إلى الأسواق العالمية. ويأتي القرار بعد رصد انتهاكات انتشرت في الفترة الأخيرة داخل السوق الصيني، حيث عمدت بعض الشركات إلى تسجيل آلاف السيارات الجديدة على أنها “مباعة” محليًا فور خروجها من خطوط الإنتاج.
وبعد ذلك، تُصدَّر هذه السيارات إلى خارج الصين مصنفةً ضمن فئة “المستعملة” رغم أنها بحالة جديدة لم تُستخدم ولم تقطع أي مسافة فعلية — للاستفادة من رسوم جمركية منخفضة مقارنة بالرسوم المفروضة على السيارات الجديدة.
تهدف هذه الإجراءات إلى إنهاء ظاهرة استغلال الثغرات التنظيمية، وضمان أن السيارات التي تُصدر كـ”مستعملة” هي بالفعل مستعملة ويثبت ذلك عبر سجلات رسمية وتقارير دقيقة عن الاستخدام.
تداعيات سلبية على سمعة السيارات الصينية
السيارات المصدَّرة بهذه الطريقة وصلت إلى دول لا تتوفر فيها شبكات صيانة معتمدة، ولا برامج ضمان، ولا خدمات ما بعد البيع، ولا توفر لقطع الغيار. ونتيجة لذلك، تضررت صورة العلامات الصينية في عدد من الأسواق، بعد أن تلقى المستهلكون سيارات بلا دعم فني أو خدمات أساسية.
قرار جديد يوقف الثغرة نهائيًا
بحسب التعليمات التي ستدخل حيّز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة، ستُوقف الصين تمامًا عملية تصدير السيارات الجديدة تحت بند “المستعملة”. كما ستُفرض رقابة صارمة على سجلات البيع الداخلية والتحقق من حركة السيارات قبل السماح بخروجها للأسواق الخارجية، بهدف ضمان الشفافية وحماية سمعة الصناعة الصينية عالميًا.
التأثيرات المتوقعة على الأسواق
يرى مراقبون من الداخل الصيني وخبراء قطاع السيارات دوليًا أن هذه الإجراءات سترسم مرحلة جديدة للتصدير الصيني، وتضع حدًا لتشوهات الأسواق التي تضررت من وصول مركبات بلا خدمات ولا ضمانات. كما يُتوقع أن
تزداد موثوقية العلامات الصينية عالميًا وتستعيد الأسواق ثقتها تدريجيًا مع وجود رقابة أعلى على مسارات السيارات المصدّرة.
في المقابل، قد يؤدي القرار إلى ارتفاع أسعار السيارات المستعملة الصينية المصدرة، لكن يتحسن معه رصيد الثقة والشفافية على المدى الطويل، ما يعزز فرص الصناعة الصينية للمنافسة النزيهة أمام أكبر المصنعين الدوليين.
خلاصة
تمثل الإجراءات التنظيمية الجديدة التي أطلقتها بكين نقطة تحوّل رئيسية في التجارة العالمية للسيارات الصينية، وقطعًا نهائيًا لممارسات التحايل عبر تصدير المركبات الجديدة بصفة “مستعملة”. ويُنتظر أن تؤدي هذه الإجراءات إلى بناء ثقة أكبر في صادرات السيارات الصينية، وتحسين صورة الصناعة عالميًا، بجانب تعزيز مصالح المستوردين من حيث الجودة وخدمات ما بعد البيع. في المقابل، يرجّح مراقبون أن تواجه الشركات الصينية تحديات تنظيمية جديدة، لكن النتائج الإيجابية على المدى البعيد ستكون في صالح جميع الأطراف الفاعلة بالقطاع.





