فيراري تربح أكثر من نصف مليون ريال في السيارة الواحدة

في سابقة تعكس مكانة فيراري الفريدة في عالم صناعة السيارات، كشفت تقارير حديثة أن “فيراري” الإيطالية تحقق ربحًا صافياً يتجاوز 520 ألف ريال سعودي عن كل سيارة تبيعها، متفوقة بفارق شاسع عن كبرى الشركات العالمية التي تحتاج إلى بيع مئات أو آلاف السيارات للوصول لربحية مماثلة. هذا النموذج الاستثنائي يطرح تساؤلات حول أسرار نجاح فيراري وكيفية محافظتها على هذا المستوى من التفوق المالي وسط منافسة شرسة في الأسواق العالمية.

التفاصيل

أشارت تقارير النصف الأول من عام 2025 إلى أن كل سيارة تبيعها “فيراري” تحقق ربحًا صافيًا يبلغ 520 ألف ريال سعودي، وهو رقم يتجاوز بكثير هوامش الربح لدى معظم شركات السيارات العالمية الأخرى.

هذه الأرقام الفريدة تبرز الاستراتيجية الناجحة التي تعتمدها “فيراري” منذ عقود؛ حيث تركز الشركة الإيطالية على مفاهيم التفرد، الحصرية، والجودة العالية، مقابل الاكتفاء بإنتاج أعداد محدودة من سياراتها سنويًا. خلافًا لسلوك السوق التقليدي، تضع “فيراري” القيمة والتميز في الصدارة بدلاً من السعي نحو الكثرة في المبيعات.

للمقارنة، تحتاج بعض الشركات الأخرى إلى بيع مئات السيارات لتحقيق نفس صافي الربح المتحقق لشركة فيراري عند بيع مركبة واحدة فقط.

مقارنة فيراري مع المنافسين

أوضحت التقارير أن ربحية “فيراري” من بيع سيارة واحدة تفوق بكثير ما تحققه كبرى شركات السيارات مثل هوندا وميتسوبيشي وفورد وجيلي وليب موتورز مجتمعة، إذ تحتاج هذه العلامات إلى بيع مئات أو حتى آلاف السيارات لتحقيق نفس صافي الربح الذي تحققه فيراري من سيارة واحدة فقط. ويُبرز الجدول التالي حجم الفجوة الشاسعة بين فيراري ومنافسيها في سوق السيارات العالمي:

تعكس هذه البيانات الفريدة الاستراتيجية المتميزة التي تنتهجها فيراري، إذ تضع الربحية والقيمة في مقدمة أولوياتها، بعيدًا عن سباق الأرقام والمبيعات الضخمة الذي تتبعه معظم الشركات المنافسة.

كيف حققت فيراري هذا الربح الضخم؟

• تعتمد فيراري على الحصرية والإنتاج المحدود، ما يعزز الطلب ويزيد من قيمتها السوقية.
• تصاميم فيراري تجمع بين الابتكار الإيطالي والأداء الرياضي، ما يمنح سياراتها هوية فريدة لا تشوبها المنافسة.
• بفضل سمعتها العالمية، تستطيع فيراري تسعير سياراتها على نحو ينعكس مباشرة في صافي الأرباح.
• التركيز على الجودة والهندسة المتطورة يمنح منتجات فيراري مكانة رفيعة بين الأثرياء ومحبي السيارات الرياضية حول العالم.

التأثير على السوق العالمي

يراقب صانعو السيارات العالميون نموذج عمل فيراري باهتمام كبير؛ إذ يسلط نجاحها الضوء على فعالية استراتيجية الاعتماد على التفرد بدلاً من التركيز على الكميات الكبيرة والمبيعات الضخمة.

في المقابل، باتت بعض الشركات العملاقة تراجع سياساتها، موجهة موارد أكبر لتطوير طرازات فاخرة أو حصرية تحقق هوامش ربح أعلى. إلا أن الوصول إلى ربحية مماثلة لما تحققه “فيراري” لا يزال بعيد المنال بالنسبة لغالبية الشركات، نظرًا لاختلاف فلسفة العلامة الإيطالية وحضورها التاريخي المميز.

رحلة فيراري منذ التأسيس

النجاح غير المسبوق الذي تحققه “فيراري” ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لاستراتيجية راسخة تتبعها الشركة منذ تأسيسها. بفضل تركيزها على الإبداع، التميز التقني، وارتباطها الوثيق بعالم سباقات السيارات العريقة، تمكنت “فيراري” من تحويل كل طراز تنتجه إلى أيقونة يتنافس الأثرياء والمستثمرون على اقتنائها، مدعومةً بسياسة إنتاج محدودة تدفع بقيمة السيارات إلى الارتفاع المستمر.

هذه التركيبة من المزايا وضعت “فيراري” في مصاف الشركات الأكثر شهرة وربحية على مستوى العالم، وباتت مصدر إلهام للعديد من اللاعبين في القطاع.

الخلاصة

أثبتت “فيراري” مجددًا أن الربحية في صناعة السيارات لا ترتبط ضرورة بعدد المركبات المباعة، بل بحنكة الإدارة وجودة المنتج وحصرية العلامة. تحقيق ربح صافي يتجاوز 520 ألف ريال عن كل سيارة هو شهادة حية على تفوق الشركة الإيطالية واستمرارها في قيادة قطاع السيارات الفاخرة عالميًا، مما يجعلها نموذجًا يلهم الطامحين لاتباع مسارات مشابهة في سوق يشهد تنافسًا متسارعًا وتغيرات سريعة.