السعودية تحتضن مشروع فوكسكون الجديد لشواحن السيارات الكهربائية
في خطوة رائدة لدعم تحول المملكة العربية السعودية نحو التنقل المستدام، أعلنت شركة فوكسكون إنتركونكت تكنولوجي عن تدشين أول مصنع لشواحن السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط بالرياض. يأتي هذا المشروع المشترك، الذي ينطلق في ديسمبر المقبل، ليؤكد الطموح السعودي في مجال صناعة السيارات الكهربائية وتعزيز البنية التحتية للشحن الكهربائي، مواكبًا رؤية المملكة 2030 واهتمامها المتزايد بخفض الانبعاثات وتعزيز الاستثمار الصناعي.
محتوى
التفاصيل

كشفت شركة فوكسكون إنتركونكت تكنولوجي “Foxconn Interconnect Technology” خلال مؤتمر صحفي عن خطتها لبناء أول قاعدة تصنيع لشواحن السيارات الكهربائية بالمنطقة في السعودية، حيث من المزمع بدء أعمال الإنشاء في ديسمبر المقبل، على أن يبدأ الإنتاج فعلياً في عام 2026. يمثل هذا المصنع محوراً استراتيجياً في دعم توجهات المملكة للريادة في قطاع التنقل الكهربائي، ويعزز الحضور الصناعي للشركة عالمياً وإقليمياً.
تحالفات تدعم الصناعة الوطنية
يمثل هذا المشروع ثمرة لشراكة استراتيجية أُعلن عنها في مايو الماضي بين شركة فوكسكون FIT وشركة صالح سليمان الراجحي وأولاده، والتي أسفرت عن تأسيس شركة “سمارت موبيليتي”، في خطوة تهدف إلى دعم توطين تقنيات شحن السيارات الكهربائية داخل المملكة وتعزيز البنية التحتية اللازمة لتسريع تبني المركبات الصديقة للبيئة.
ومن المقرر أن تبدأ أعمال إنشاء مصنع شواحن السيارات الكهربائية في ديسمبر 2025، على أن تنطلق العمليات الإنتاجية خلال عام 2026، بما يعكس التزام الشركاء بدعم قطاع التنقل الكهربائي والمساهمة في تطوير منظومة صناعية مستدامة تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
التزام حكومي واستثماري بالتنقل المستدام
أكد الأمير فهد بن نواف آل سعود، الرئيس التنفيذي لشركة “سمارت موبيليتي”، أن المشروع ينسجم مع مستهدفات المملكة الرامية إلى رفع نسبة السيارات الكهربائية إلى 30% من إجمالي المركبات بحلول عام 2030، في إطار دعم التحول نحو منظومة نقل أكثر استدامة وكفاءة. وأشار إلى أن هذا التوجه يعكس التزاماً حكومياً واستثمارياً متزايداً بتطوير بنية تحتية متقدمة قادرة على استيعاب نمو قطاع المركبات الكهربائية وتلبية متطلبات شركات التكنولوجيا والمستهلكين على حد سواء.
من جانبه، أوضح سيدني لو، رئيس مجلس إدارة فوكسكون FIT، أن الشركة تعتزم الشروع في أعمال إنشاء مصنعها في السعودية خلال ديسمبر المقبل، مع استهداف بدء الإنتاج الفعلي في عام 2026. بدوره شدد الأمير فهد بن نواف آل سعود على أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من الجهود الرامية إلى تحقيق رؤية المملكة في تعزيز الاعتماد على المركبات الكهربائية والوصول إلى نسبة 30% بحلول 2030، بما يواكب التوجهات العالمية نحو التنقل المستدام ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في هذا القطاع.
توسعات فوكسكون في القطاع الكهربائي
لم تقتصر طموحات فوكسكون على السوق السعودية، إذ قامت الشركة بتوسيع قدراتها العالمية من خلال استحواذها على مجموعة “بريتل إس دبليو إتش” الألمانية، وسُميت لاحقاً “فوكسكون إنتركونكت تكنولوجي فولتيرا” عام 2023، بالإضافة إلى ضم مجموعة “أوتو كابل غروب” عام 2024. تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز مكانتها في مجال تصنيع شواحن السيارات الكهربائية وتغطية الأسواق الدولية بحلول متطورة وعالية الجودة.
تحول سوق السيارات في السعودية
ينظر إلى إنشاء مصنع فوكسكون الجديد كشاهد على تطور قطاع صناعة السيارات الكهربائية داخل المملكة. وتبرز السعودية ضمن قائمة الدول القليلة في المنطقة التي قطعت شوطاً كبيراً في تطوير وتوطين سلسلة تصنيع السيارات والمعدات، خاصة مع نجاحها في استقطاب أكثر من أربع شركات عالمية لتصنيع المعدات الأصلية وسبعة موردين أساسيين، ما منح الصناعة الوطنية زخماً غير مسبوق وقلل من الاعتماد على الاستيراد.
وبفضل هذه المشاريع، من المتوقع أن يسجل قطاع السيارات في المملكة نمواً سنوياً بمعدل 12%، مدعوماً بضخ الاستثمارات وتطوير قوى عاملة وطنية مؤهلة بالتقنيات العالمية.
رؤية 2030 ومستقبل النقل الكهربائي
جاء هذا التحول الكبير ليواكب الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030، والتي تضع ضمن أهم أولوياتها الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2060، وتسعى كذلك لجعل الرياض نموذجاً عربياً وعالمياً بتجاوز نسبة المركبات الكهربائية فيها 30% قبل نهاية هذا العقد.
يشكل التعاون بين صندوق الاستثمارات العامة وفوكسكون خطوة محورية انطلقت عبر تأسيس “شركة سير” للسيارات، والتي تميزت بتطوير أول سيارة كهربائية سعودية في 2025، تجمع بين التقنيات الحديثة للاتصال والقيادة الذاتية والتنقل الذكي.
الخلاصة
يمثل مشروع فوكسكون الجديد لإنشاء مصنع شواحن السيارات الكهربائية في السعودية نقطة تحول استراتيجية لقطاع السيارات في المملكة والمنطقة. يعكس المشروع التزام السعودية بتنمية اقتصادها الصناعي وتوطين تقنيات المستقبل، مع تعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً كوجهة رائدة للابتكار في التنقل المستدام. من المتوقع أن يلعب هذا المصنع دوراً محورياً في دعم شبكة الشحن الوطني وزيادة انتشار السيارات الكهربائية، بما يلبي مستهدفات رؤية 2030 ويواكب التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة.





