نظرة مستقبلية لسوق السيارات السعودي لعام 2025 – تقرير
شهد سوق السيارات السعودي تحولاً كبيراً في السنوات الأخيرة نتيجة التوجهات التقنية الحديثة والتحول نحو الاستدامة, حيث من المتوقع أن يكون عام 2025 نقطة تحول هامة لهذا القطاع، خاصةً مع دخول السيارات الكهربائية والهجينة إلى السوق بشكل أوسع, فبدورها تعمل المملكة العربية السعودية على دعم هذا التحول بشكل فعال من خلال إطلاق شركات تصنيع محلية مثل “سير”، التي تركز على إنتاج السيارات الكهربائية المزودة بتقنيات متقدمة مثل القيادة الذاتية، وبحسب المركز الوطني للتنمية الصناعية، يُتوقع أن تستحوذ السعودية على 50% من مبيعات السيارات الكهربائية في الخليج بحلول عام 2025، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للصناعات التقنية المتقدمة في قطاع السيارات.
تصفح أقوى عروض سيارات 2025 في السعودية
محتوى
مستقبل السيارات الكهربائية والهجينة
تشير العديد من الدراسات إلى أن المملكة العربية السعودية ستشهد نموًا قويًا في سوق السيارات الكهربائية والهجينة بحلول عام 2025، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في هذا القطاع على الصعيد العالمي, حيث يعكس هذا النمو تزايد اهتمام المستهلكين في السعودية بهذه الفئة من السيارات، مدفوعًا بأهداف المملكة الاقتصادية والبيئية التي تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام، ويعد هذا التحول جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة البيئة.
رغم التوقعات الإيجابية لنمو سوق السيارات الكهربائية والهجينة في السعودية، إلا أن هناك عدة تحديات قد تواجه هذا التحول:
- البنية التحتية للشحن الكهربائي: من أكبر التحديات هو توفير شبكة واسعة وموثوقة من محطات الشحن الكهربائي عبر المملكة, حيث يحتاج تطوير هذه البنية إلى استثمارات كبيرة وتخطيط طويل الأمد لتغطية المدن والمناطق النائية.
- تكلفة السيارات الكهربائية: رغم أن السيارات الكهربائية تتمتع بتكاليف تشغيلية أقل، إلا أن أسعارها الأولية ما زالت مرتفعة مقارنةً بالسيارات التقليدية، وهذا قد يحد من سرعة تبنيها بين المستهلكين، خاصة في الفئات ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
- الوعي المجتمعي والتثقيف: هناك حاجة لزيادة الوعي بين المستهلكين حول فوائد السيارات الكهربائية، مثل تقليل التلوث وتوفير تكاليف الوقود، وقد يتطلب ذلك حملات توعية شاملة لتغيير التصورات التقليدية حول السيارات التي تعمل بالوقود.
- التحديات التقنية: السيارات الكهربائية تحتاج إلى تقنيات متقدمة في البطاريات وأنظمة القيادة الذاتية، حيث تشمل التحديات التقنية تحسين كفاءة البطاريات وزيادة مدى السيارة بشحنة واحدة، وهو أمر ضروري لتلبية احتياجات المستخدمين في بيئة واسعة مثل السعودية.
المبادرات الحكومية لدعم البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية
في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتعزيز البنية التحتية للمركبات الكهربائية، تم إطلاق شركة “البنية التحتية للمركبات الكهربائية” (إيفيك) بالتعاون مع العلامة التجارية الرائدة “سير”، ويأتي هذا التوجه بالتزامن مع افتتاح مصنع “لوسيد” المتخصص في تصنيع السيارات الكهربائية في السعودية، مما يعزز التوجه نحو مستقبل أخضر ومستدام, حيث أعلنت “إيفيك” عن خططها الطموحة لبناء شبكة وطنية ضخمة تضم أكثر من 5000 شاحن موزعة على أكثر من 1000 موقع، مع التركيز على مواقع استراتيجية باستخدام أحدث التقنيات، هذا التوسع سيسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات مستخدمي السيارات الكهربائية ودعم بيئة المملكة المستقبلية في هذا المجال.
نمو السيارات الصينية في السعودية
تُعد الصين من أكبر الدول المصنعة للسيارات الكهربائية، وتلعب دورًا متناميًا في سوق السيارات السعودي، حيث اكتسبت السيارات الصينية شعبية كبيرة بفضل أسعارها التنافسية وكفاءتها العالية، وهذا التوجه يعكس تغيير النظرة التقليدية تجاه جودة السيارات الصينية، حيث تقدم هذه السيارات مواصفات متطورة تضاهي السيارات الأمريكية والألمانية، ولكن بأسعار أقل بكثير. مع استمرار التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة في السعودية، يُتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه بحلول عام 2025، مما يعزز مكانة السيارات الصينية كلاعب رئيسي في السوق المحلي.
تكنولوجيا السيارات الذكية والقيادة الذاتية
تلعب تكنولوجيا السيارات الذكية دورًا محوريًا في تحقيق رؤية السعودية 2030، حيث تهدف المملكة إلى تطوير بنية تحتية متقدمة تتناسب مع هذه التكنولوجيا المتطورة، حيث تعتمد السيارات الذكية على أجهزة الاستشعار والاتصال اللاسلكي لتبادل البيانات مع البنية التحتية ومع المركبات الأخرى، مما يسهم في تعزيز السلامة على الطرق وتحقيق رحلات أكثر كفاءة وأمانًا ،وهذا التحول لا يقتصر فقط على تحسين تجربة القيادة، بل يفتح أيضًا آفاقًا واسعة لتطبيقات القيادة الذاتية في المستقبل، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال النقل الذكي، ومن خلال التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، تسعى السعودية إلى تحقيق التوازن بين الابتكار، الاستدامة، والشمولية، بما يضمن خدمة الأجيال الحالية والمستقبلية في قطاع النقل الذكي.
شراء سيارة أونلاين مفهوم جديد في قطاع السيارات
يعتبر موقع “سيارة” نقلة نوعية في مفهوم شراء السيارات عبر الإنترنت، حيث يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تسعى لتطوير القطاع التكنولوجي وتحقيق التحول الرقمي في مختلف الصناعات، حيث يتيح الموقع للمستخدمين اختيار وشراء السيارة المناسبة لهم بكل سهولة من خلال مجموعة واسعة من السيارات الجديدة والمستعملة المعروضة، وذلك بضغطة زر واحدة عبر الموقع أو التطبيق، وبعد إتمام عملية الشراء، يتم توصيل السيارة مباشرة إلى باب المنزل، مما يلغي الحاجة لزيارة المعارض أو التنقل، بالإضافة إلى ذلك، يقدم الموقع العديد من الخدمات المميزة مثل فحص السيارات المستعملة بـ 200 نقطة، ضمان لمدة سنة كاملة، وخدمة استرجاع خلال 10 أيام في حال عدم الرضا، وهذه المزايا تجعل من تجربة الشراء أكثر أمانًا وراحة، وتعزز الثقة في منصات التجارة الإلكترونية داخل المملكة، مما يساهم في دعم التحول نحو الاقتصاد الرقمي وتلبية احتياجات المستهلكين بشكل مبتكر وفعال.
تويوتا وهيونداي يتربعان عرش السيارات الأكثر مبيعاً في السعودية
من المتوقع أن تبقى شركات مثل تويوتا وهيونداي في الصدارة كأكثر السيارات مبيعًا في السوق السعودي، حيث تحتفظ هاتان العلامتان بمكانة قوية بفضل سمعتها الممتازة واعتماديتها العالية، ومع ذلك، تسير العديد من الشركات الصينية مثل MG وشانجان وجيتور على نفس الخطى، وتسعى بجدية لمنافسة عمالقة السيارات اليابانية والكورية وحتى الألمانية, حيث تقدم هذه العلامات الصينية سيارات بمواصفات عالية وأسعار تنافسية، مما جعلها تكتسب شعبية متزايدة بين المستهلكين في المملكة.
هذا التحول يعكس رغبة الشركات الصينية في إثبات نفسها كقوة منافسة قوية في السوق السعودي الذي يشهد تطورًا سريعًا وتنوعًا متزايدًا في الخيارات المتاحة.
السيارات العائلية محط اهتمام كبير لدى السعوديين
تُعد السيارات العائلية محط اهتمام كبير لدى السعوديين، حيث تتميز هذه الفئة من السيارات بمساحتها الواسعة، وراحتها العالية، وقدرتها على تلبية احتياجات الأسر الكبيرة التي تشكل نسبة كبيرة من المجتمع السعودي، بالإضافة إلى ذلك، تفضل العائلات السعودية السيارات التي توفر ميزات الأمان المتقدمة، مثل أنظمة المكابح المانعة للانغلاق والتحكم في الثبات، إلى جانب وسائل الراحة مثل المقاعد الواسعة والتكييف متعدد المناطق، ولهذا السبب، تحتفظ سيارات مثل تويوتا لاند كروزر وهيونداي باليسايد ونيسان باترول بشعبية واسعة في المملكة، في حين أن العلامات الصينية مثل شانجان وجيتور بدأت تكتسب اهتمامًا متزايدًا بين المستهلكين بفضل أسعارها التنافسية والمزايا التي تلبي احتياجات العائلات السعودية.
خلاصة
بحلول عام 2025، من المتوقع أن يشهد سوق السيارات السعودي تحولًا جذريًا مدفوعًا بالتطورات التكنولوجية والتوجه نحو السيارات الكهربائية والهجينة، وهذا التحول يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تركز على الاستدامة البيئية وتنويع الاقتصاد، وستبقى شركات مثل تويوتا وهيونداي في صدارة السوق بفضل تاريخها الطويل وثقة المستهلكين، إلا أن الشركات الصينية مثل MG وشانجان ستستمر في توسيع حصتها، بفضل أسعارها التنافسية ومواصفاتها المتقدمة.
الاستثمارات في البنية التحتية للمركبات الكهربائية، مثل إطلاق شركة “إيفيك” وشبكة الشحن الكهربائي الوطنية، ستلعب دورًا حيويًا في دعم انتشار السيارات الكهربائية، ومع افتتاح مصانع مثل مصنع “لوسيد”، من المتوقع أن تصبح السعودية مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير السيارات الكهربائية.