مصنع هيونداي الجديد ينطلق من السعودية

في خطوة تاريخية تعكس التحول الصناعي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، دشنت مجموعة هيونداي موتور الكورية مصنعها الجديد في مجمع الملك سلمان للسيارات، معلنة بذلك انطلاق مرحلة جديدة في قطاع صناعة السيارات المحلي. شهدت الزيارة الرسمية للرئيس التنفيذي للمجموعة، أويسون تشونغ، مناقشات رفيعة مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بهدف وضع أسس استراتيجية مشتركة تدعم أهداف رؤية المملكة 2030 وتعزز الشراكات الصناعية والتقنية في السوق السعودي.

إطلاق مصنع هيونداي في السعودية

زار الرئيس التنفيذي لمجموعة هيونداي موتور، أويسون تشونغ، المملكة العربية السعودية في أكتوبر 2025، حيث تقابل مع ولي العهد، سمو الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة خطط نمو المجموعة وفرص الشراكة المستقبلية بين الجانبين. جاءت هذه الزيارة في ظل الجهود السعودية لجذب الاستثمارات العالمية، خصوصاً في قطاع السيارات، إسوة بمكانتها كأكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط.

تضمنت الزيارة كذلك جولة ميدانية إلى منشأة هيونداي موتور الشرق الأوسط (HMMME) الجديدة في مجمع الملك سلمان للسيارات، حيث اطلع تشونغ على تقدم أعمال البناء، وشارك في حوارات استراتيجية مع قادة الشركات التابعة للعلامة الكورية في المنطقة.

التصريحات الرسمية وأبرز النقاط

في إطار الإعلان عن إنشاء مصنع هيونداي الجديد في المملكة العربية السعودية، أدلى الرئيس التنفيذي لمجموعة هيونداي موتور، أويسون تشونغ، بتصريحات رسمية تعكس التزام المجموعة العميق برؤية المملكة 2030 وخططها التوسعية في المنطقة.

وأشار تشونغ قائلاً:

• “تُدرك مجموعة هيونداي موتور تماماً معنى وأهمية رؤية المملكة 2030”.
• “استناداً إلى قدراتنا التجارية التنافسية، سوف نشارك في مشاريع المملكة العربية السعودية العملاقة، ونتطلع إلى توسيع تعاوننا في قطاعات الطاقة المستقبلية، بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين والطاقة النووية”.
• “يمثل إنشاء قاعدة إنتاج في المملكة العربية السعودية فرصةً جديدةً لشركة هيونداي موتور في الشرق الأوسط، ويجب أن نستعد جيداً لتوفير حلول تنقل تتجاوز توقعات العملاء في محيط بيئي مختلف”.

كما أعرب تشونغ عن امتنانه للدعم الحكومي السعودي، مؤكداً حرص المجموعة على تعزيز التعاون في مشاريع رؤية 2030، مع التركيز على الاستعداد التقني والبشري لتقديم منتجات تلائم السوق السعودي والإقليمي.

انطلاقة قوية وبيانات الإنتاج

فيما يلي أبرز البيانات الرسمية حول مصنع هيونداي الجديد في السعودية، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز حضور العلامة الكورية في المنطقة وتوسيع قدراتها التصنيعية لخدمة الأسواق الإقليمية:

أكدت هيونداي أن مصنع HMMME سيكون حجر الأساس لانطلاقة جديدة في مسيرتها الإقليمية، إذ يجمع بين التصميم المخصص للبيئة السعودية والبنية التصنيعية المتطورة، لضمان إنتاج سيارات موثوقة وقابلة للتكيف مع المناخ المحلي، مما يعزز مكانة المملكة كمركز صناعي متقدم لصناعة السيارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

استراتيجية النمو والتوسع

حققت هيونداي موتور وكيا، ذراع المجموعة الآخر، نمواً ملحوظاً في عملياتها بالسوق السعودي. وحسب بيانات 2025:

تعتزم هيونداي الاستفادة من قاعدتها الإنتاجية الجديدة في المملكة لإطلاق طرازات حصرية وسيارات دفع رباعي ونماذج كهربائية متقدمة، ما يمنحها دفعة قوية للتوسع في السوقين السعودي والإقليمي. وفي الإطار ذاته، تمضي كيا – الشريك في المجموعة – بخطى متوازية نحو تطوير شاحنة البيك أب “تاسمان” وإنتاج سيارات كهربائية وهجينة، مع التركيز على سوق السيارات المستعملة والتكامل مع مشاريع المدن الذكية المستقبلية في المملكة، في خطوة تعزز التكامل الصناعي والتقني للمجموعة داخل السعودية.

تعزيز الشراكات التقنية والتنموية

عززت مجموعة هيونداي شراكاتها الوطنية عبر التعاون مع عدة كيانات سعودية رائدة في مجالات متعددة:

• وقعت اتفاقية مع مشروع نيوم لتنفيذ حلول تنقل صديقة للبيئة، وتقديم حافلة يونيفرس FCEV الكهربائية بتقنية خلايا الوقود، على خطوط تربط مراكز الأعمال في نيوم بمنطقة تروجينا.
• أطلقت شركة كيا مشروعًا تجريبيًا لسيارات PV5 بالتعاون مع شركة البحر الأحمر العالمية (RSG)، بهدف تعزيز التنقل الصديق للبيئة في قطاع السياحة ودعم التدريب الفني للبنية المستدامة.
• تتعاون مجموعة هيونداي أيضاً مع مؤسسة مسك، التي أسسها الأمير محمد بن سلمان، لدعم المواهب الشابة السعودية واستكشاف فرص الشراكة بمشاريع المدن الذكية.

يشمل التعاون مع الكيانات السعودية استثمارات متقدمة في مجالات الطاقة الجديدة مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين والمفاعلات الصغيرة، إضافةً إلى دعم الأهداف الوطنية لتوطين الصناعات وتطوير الموارد البشرية المحلية.

خلفية الحدث وسياقه الاقتصادي

تشهد المملكة العربية السعودية منذ إعلان رؤية 2030 حراكاً واسعاً لتطوير القاعدة الصناعية واستقطاب الاستثمارات النوعية، وخاصة في المجالات المرتبطة بالاستدامة والتقنيات الحديثة. وتُعد شراكة هيونداي مع صندوق الاستثمارات العامة نموذجاً للتكامل الدولي لدعم التحول الصناعي، بما يسهم في تعزيز التنويع الاقتصادي وتوطين الخبرات التصنيعية.

إضافة إلى الأهمية الاقتصادية، يأتي المصنع الجديد ضمن جهود المملكة للتحول إلى مركز إقليمي لخدمة أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودعم قطاعات متقدمة كالنقل الذكي، والمدن الرقمية، والطاقة المتجددة.

الخلاصة

يمثل انطلاق مصنع هيونداي في السعودية خطوة استراتيجية مهمة تعزز مكانة المملكة كمركز صناعي إقليمي في قطاع السيارات وتدعم مستهدفات رؤية 2030 في التنويع الاقتصادي ونقل التقنية. من المتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم المواهب الوطنية، وتطوير حلول تنقل مستقبلية صديقة للبيئة تلبي احتياجات السوق المحلي وتخدم رؤية المملكة للمستقبل.