كيف تحافظ على إطارات السيارة في فصل الشتاء؟
مع قدوم فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تزداد التحديات التي تواجه السائقين في الحفاظ على سلامة سياراتهم، وتحديدًا الإطارات التي تمثل حلقة الوصل الوحيدة بين المركبة والطريق. في تلك الأجواء المتقلبة بين الأمطار، الرطوبة، وربما الصقيع والثلوج في بعض المناطق، تصبح العناية بالإطارات محورًا أساسيًا لتجنب مشاكل الانزلاق، وفقدان التماسك، وتقليل احتمالية وقوع الحوادث. يتطلب هذا إدراكًا دقيقًا لأثر الطقس البارد على مكونات الإطار، ومعرفة أفضل الممارسات للعناية به أثناء الشتاء. في هذه المقالة الشاملة، نستعرض أثر البرد على الإطارات، ونفصل أهم الخطوات العملية للحفاظ عليها، بالإضافة لإجابات مفصلة عن أبرز الأسئلة الشائعة لضمان قيادة آمنة في الأجواء الشتوية.
محتوى
تأثير الطقس البارد على الإطارات

تنخفض درجات الحرارة في الشتاء، الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات فيزيائية مباشرة في الإطارات. أبرز هذه التأثيرات هو:
انخفاض ضغط الهواء داخل الإطار:
يتمدد الهواء في الصيف وينكمش في الشتاء، مما يسبب فقدان الضغط بمرور الوقت. هذا الانخفاض في الضغط قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الاحتكاك على الطريق، ويضعف من تماسك الإطارات، ويرفع استهلاك الوقود نتيجة ارتفاع قوى الجر المطلوبة لدفع السيارة.
تغير تركيبة المطاط مع تغيير درجات الحرارة:
يصبح مطاط الإطارات العادية أكثر صلابة وأقل مرونة في البرد الشديد، ما يؤثر على قدرة الإطار على احتضان سطح الطريق جيدًا. الصلابة الزائدة تقلل من فعالية الانعطاف والكبح وتزيد من احتمالية الانزلاق عند المنعطفات أو الكبح المفاجئ، خاصة إذا تراكمت المياه أو الثلوج على الطرق. لذلك تمثل الإطارات الشتوية حلاً عمليًا في المناطق الباردة؛ فهي مصنوعة من خليط مطاطي يبقى لينًا ويوفر التصاقًا ممتازًا بالطريق حتى تحت أدنى درجات الحرارة.
تراكم الأملاح والأتربة الناتجة عن مياه الأمطار على سطح الإطارات:
يتسبب تراكم الأملاح مع مرور الوقت في تآكل الطبقة الخارجية وزيادة احتمالية ظهور التشققات والجروح في البنية المطاطية. لذلك يتطلب التغير المناخي في الشتاء عناية مضاعفة ومراقبة دائمة لحالة الإطارات وسلامة الهيكل المطاطي ونقشته.
فحص ضغط الإطارات بانتظام

يعتبر ضغط الإطارات أحد أهم عوامل السلامة التي يجب مراقبتها بدقة خلال فصل الشتاء. انخفاض درجات الحرارة يؤدي غالبًا إلى انخفاض الضغط الداخلي للإطارات، إذ يتسرب الهواء تدريجيًا بفعل انكماش حجمه. كل انخفاض بمقدار 10 درجات مئوية عن درجة الحرارة المعتادة يؤدي إلى هبوط ملحوظ في ضغط الإطار بمقدار 1 إلى 2 رطل لكل بوصة مربعة (PSI).
المحافظة على الضغط المناسب وفق الموصى به في دليل مالك السيارة لا يحسن فقط من أداء الإطارات، بل يساعد على تقليل تآكل النقشة، ويضمن توزيعًا متوازنًا للوزن، ويقلل المسافة المطلوبة للفرملة. إهمال هذا الجانب قد يكون خطرًا؛ إذ يفقد الإطار المصاب بنقص الضغط توازنه ويصبح أكثر عرضة للانزلاق أو الانفجار على السرعات العالية.
نصائح للحفاظ على ضغط مناسب داخل إطارات السيارة في الشتاء:
- يُنصح بقياس ضغط الإطارات مرتين شهريًا على الأقل خلال الشتاء، ويُفضل القيام بذلك عندما تكون الإطارات باردة لضمان دقة القياس.
- تحقق من ضغط جميع الإطارات بما فيها الإطار الاحتياطي.
- اضبط الضغط فورًا عند رصد أي نقص أو زيادة عن المعدل الموصى به في دليل السيارة.
تنظيف الإطارات من الأتربة والأملاح

أملاح الطرقات والتربة المتراكمة بعد الأمطار أو الثلوج الذائبة تمثل تهديدًا خفيًا على سلامة إطارات سيارتك. تتراكم هذه المواد اللزجة على الأسطح المطاطية، مما قد يعزز عملية التآكل ويزيد من فرص ظهور تشققات أو ثقوب صغيرة مع مرور الوقت، خصوصًا إذا بقيت غير منظفة لفترة طويلة.
لذلك، ينصح بغسل الإطارات بشكل دوري خلال الشتاء، مستعينًا بمواد تنظيف لطيفة أو مخصصة للإطارات، للحد من تأثير الأملاح والمركبات الكيميائية المستخدمة في إذابة الثلج. كما ينبغي التركيز على حواف الإطار والأخاديد الداخلية حيث تتجمع مخلفات الطرق، مع تجفيف الإطارات بعد التنظيف لتجنب بقاء الرطوبة عليها.
أهمية تنظيف الإطارات من أملاح الطرقات والتربة المتراكمة:
- يقيك التنظيف الدوري من التآكل المبكر ويحافظ على بنية الإطار ونقشته.
- يسهل عليك رصد الشقوق أو الثقوب الصغيرة في وقت مبكر لمعالجتها قبل تفاقم المشكلة.
- قد يتطلب الأمر فحصًا بصريًا دقيقًا عقب كل تنظيف، خاصة إذا لاحظت تغيرًا في اللون أو أماكن رخوة في هيكل الإطار.
تبديل الإطارات في الوقت المناسب

التحول إلى إطارات شتوية في الوقت المناسب قبل بداية موجات البرودة الشديدة من أهم عوامل الأمان للسائقين الذين يعيشون في المناطق الباردة، أو حيث يكثر تساقط المطر أو الجليد. فالإطارات المصممة خصيصًا لفصل الشتاء تتضمن مداسات أعمق، أخاديد أعرض، ومزائج مطاطية تحتفظ بمرونتها حتى في درجات الحرارة المنخفضة، وهو ما يعزز قدرة السيارة على التشبث بالطريق، وبالأخص عند المناورة أو الفرملة على الأسطح الزلقة.
نصائح لتبديل إطارات السيارة في الوقت المناسب:
- ابدأ بتركيب الإطارات الشتوية قبل بدء الأمطار، ولا تترك الأمر حتى اللحظة الأخيرة.
- احرص على تدوير الإطارات بشكل دوري بين محاور السيارة لضمان تآكل متوازن وعمر أطول للإطارات.
- قم بفحص الوزن والاتزان بعد تركيب الإطارات الشتوية للتأكد من عدم وجود اهتزاز أو ضجيج عند السرعات المرتفعة.
لمعرفة المزيد عن أنواع الإطارات قبل تغيرها إقرأ: أنواع كفرات السيارات, دليل شامل
فحص حالة النقشة للإطار

عمق نقش الإطار هو أحد أهم مؤشرات كفاءة الأداء، لاسيما في الشتاء. كلما كان عمق النقشة أكبر، كلما تسرب الماء والثلج عن سطح الطريق بشكل أفضل، وانخفض خطر الانزلاق المائي أو فقدان السيطرة. يوصي الخبراء بأن لا يقل عمق النقوش عن 3 ملم في الشتاء (مقارنة بـ 1.6 ملم في الصيف)، وذلك لأن التصريف الجيد للمياه يمنع الانزلاقات ويحسن أداء الكبح.
يمكن اختبار عمق النقش بعدة طرق عملية، إحداها استخدام عملة معدنية أو مقياس خاص. إذا لاحظت نقصان العمق إلى أقل من 3 ملم في الشتاء، فقد حان وقت استبدال الإطار فورًا. علاوة على ذلك، يجب الانتباه إلى التشققات والانتفاخات في الهيكل المطاطي، التي قد تشير إما إلى ضعف بنيوي حاد، أو إلى تقدم عمر الإطار الافتراضي الذي غالبًا لا يتجاوز 5 سنوات في الظروف العادية.
- تفقد كل إطار على حدة بحثًا عن أي أجسام غريبة أو آثار ثقوب أو تمزقات.
- إذا ظهرت انتفاخات بارزة على الجدار الجانبي، أو وُجدت تشققات عميقة، فهذا يعني أن الإطار لم يعد صالحًا للاستخدام ويجب استبداله على الفور.
- اهتزاز السيارة غير الطبيعي أثناء القيادة غالبًا ما يكون سببه تلف في الإطارات أو اختلال في توازنها.
من المهم أيضًا ألا تتجاوز عمر الإطار الافتراضي (الذي يتراوح في الغالب من 4 إلى 5 سنوات حتى مع وجود نقشة جيدة)، حيث أن تقدم السن الطبيعي يضعف الهيكل الداخلي للإطار ويقلل من خواصه الديناميكية تدريجيًا.
قيادة آمنة في الأجواء الباردة

حتى مع امتلاكك لإطارات جديدة وذات مواصفات شتوية متقدمة، فإن أسلوب القيادة يظل الحاسم الحقيقي لسلامتك وسلامة من معك على الطرق الزلقة أو المبتلة. أثناء فصل الشتاء تتغير ظروف القيادة بشكل ديناميكي؛ تصبح الطرق زلقة بفعل الأمطار أو الصقيع، ويصعب توقع أداء السيارة في حالات الطوارئ.
نصائح لقيادة آمنة في الأجواء الماطرة:
- قلل من سرعتك دومًا، وابتعد عن التسارع أو الكبح المفاجئ قدر الإمكان، خاصة عند المنعطفات أو المنحدرات.
- حافظ على مسافة كافية بينك وبين السيارة التي أمامك، حيث تزداد مسافة الكبح المطلوبة في الطقس البارد.
- احمل معك معدات الطوارئ اللازمة مثل الإطار الاحتياطي، الرافعة.
- تأكد من فحص الإطارات قبل كل رحلة طويلة أو في ظروف الطقس المتقلبة.
أيضًا، تفقد حالة الإضاءة والمكابح باستمرار، فالرؤية الجيدة وسرعة استجابة الفرامل هما شريكان أساسيان لأداء الإطارات الممتاز في الشتاء.
الأسئلة الشائعة
ما هو ضغط الإطار المناسب في الشتاء؟
يُنصح بالالتزام بقيم ضغط الهواء الموصى بها في دليل مالك السيارة لكل طراز، علمًا أنّ الضغط المثالي قد يختلف حسب نوع الإطار وحجم العجلة. نظرًا لإنخفاض الضغط تلقائيًا في الطقس البارد، يجب فحصه دوريًا وإضافة الهواء عند اللزوم. الضغط المثالي عادة يراوح بين 30-35 رطل/بوصة مربعة لمعظم السيارات، لكن الأهم هو الالتزام بالقيم التي يوصي بها المصنع، وعدم الاعتماد على تقديرات عامة.
هل يجب استخدام إطارات شتوية في السعودية؟
في معظم مناطق المملكة، تكون درجات الحرارة معتدلة في الشتاء ونادرًا ما تنخفض إلى مستويات تتطلب الإطارات الشتوية. لكن، في المناطق الشمالية أو المرتفعات التي قد تشهد انخفاضات شديدة أو سقوط ثلوج، فإن الإطارات الشتوية توفر أمانًا أكبر وتحسن من التماسك في الظروف الباردة أو الطرق الزلقة. عمومًا لا تُعد الإطارات الشتوية إلزامية في السعودية، لكن يُنصح بها عند القيادة في ظروف استثنائية كالجليد أو صقيع الطرق.
كم مرة يجب فحص الإطارات في الأجواء الباردة؟
يُستحسن فحص ضغط الإطارات وعمق النقوش مرة كل أسبوعين على الأقل خلال شهور الشتاء، أو قبل كل رحلة طويلة. إذا لاحظت تغيرًا في أداء السيارة (انحراف غير مبرر، اهتزازات مفاجئة، أو أصوات غير معتادة أثناء الحركة)، فيجب إجراء الفحص فورًا. كما يُفضل فحص الإطارات بعد السير في طرق موحلة أو مغطاة بالثلوج.
ما العلامات التي تدل على تلف الإطارات؟
- نقص ملحوظ أو تآكل غير متوازن في عمق نقش الإطار، خاصة إذا أصبح أقل من 3 ملم في الشتاء.
- وجود انتفاخات أو تشققات على الجدار الجانبي.
- ظهور اهتزازات ملحوظة في المقود عند السرعات المتوسطة أو العالية.
- ثغرات أو جروح عميقة أو ثقوب لم يتم معالجتها بشكل مهني.
- تسرب متكرر للهواء دون سبب واضح.
- تجاوز العمر الافتراضي للإطار (عمومًا 5 سنوات حتى مع وجود نقش جيد).
هل يؤثر البرد على استهلاك الوقود؟
نعم، انخفاض الضغط في الإطارات الناتج عن برودة الطقس يزيد من مقاومة الحركة على الطريق، ما يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الوقود. الإطارات غير المنفوخة بما يكفي تتطلب قوة أكبر لدفع السيارة. بالتالي، المحافظة على الضغط الموصى به يساهم في خفض استهلاك البنزين وتحقيق قيادة اقتصادية، خصوصًا في أشهر الشتاء الباردة.
هل كل الإطارات المطروحة في الأسواق مناسبة للشتاء؟
قطعا لا. تختلف تركيبات المطاط وشمالة التصميم بين الإطارات؛ فالإطارات الصيفية أو ذات الاستخدام لجميع الفصول لا تعطي الأداء الأمثل في ظروف البرد القارس أو الثلوج، نظرًا لصلابة مركبها وعدم ملاءمة التصميم لأجواء الشتاء. الإطارات الشتوية تحمل علامة المثلث الجبلي وندفة الثلج، وتتميز بمداس أعمق وتركيبة مطاطية تحتفظ بالمرونة في البرد، ما يمنحها تشبثًا أفضل في ظروف الطرق الزلقة.
متى يجب تغيير الإطارات حتى مع وجود عمق نقش جيد؟
ينصح بتغيير الإطارات إذا تجاوزت الخمس سنوات من تاريخ التصنيع، حتى ولو بدا عمق النقشة جيدًا. فالمطاط يفقد خواصه تدريجيًا مع الزمن، وتزداد فرص حدوث تشققات أو فقدان متانة هيكل الإطار الداخلي، ما يهدد سلامة القيادة بشكل كبير.
ما الفرق في الأداء بين الإطارات الصيفية والشتوية عند درجات حرارة أقل من 7 درجات؟
عند درجات حرارة دون 7 درجات مئوية، تتماسك الإطارات الشتوية بشكل ممتاز بفضل مركب المطاط الذي يحتفظ بليونته، في حين تصبح الإطارات الصيفية أكثر صلابة، وتفقد فعالية التصاقها بالطريق، ما يؤدي إلى زيادة خطر الانزلاق حتى على الطرق الجافة. ينعكس هذا الفرق في مسافة الفرملة، والثبات أثناء المنعطفات، وسرعة استجابة السيارة لتوجيهات السائق.
ما أهم النصائح السريعة للقيادة الآمنة في الشتاء؟
- تخفيض السرعة بدرجة مناسبة عند هطول الأمطار أو في وجود الجليد.
- الحفاظ الدائم على ضغط الهواء المثالي في كل الإطارات.
- تفقد عمق النقش قبل كل رحلة طويلة.
- استخدام إطارات شتوية عند الحاجة، خصوصًا في المناطق الباردة.
- تنظيف الإطارات والأخاديد من الرواسب بانتظام.
- تجنب القيادة العدوانية أو التسارع الفجائي، وترك مسافة كافية مع المركبات الأخرى.
الخلاصة
العناية بإطارات سيارتك خلال فصل الشتاء ليست رفاهية بل ضرورة للسلامة والأداء الفائق. يبدأ الطريق نحو القيادة الآمنة بفهم تأثير الطقس البارد على أداء الإطار؛ من انخفاض الضغط وفقدان التماسك، وصولًا لاحتمالات الانزلاق أو انفجار الإطار عند الإهمال. احرص على إجراء فحص دوري ودقيق لضغط الهواء، وابحث دائمًا عن علامات التلف أو نقصان النقشة، ولا تتردد في استبدال الإطارات في الوقت المناسب، خاصة كلما اقترب عمر الإطار من الحد الأقصى أو ظهرت علامات شيخوخة أو خلل هيكلي.
تلعب الإطارات الشتوية دورًا كبيرًا في تعزيز الثقة والثبات على الطرق الزلقة، في حين يمثل تنظيف الإطارات من الأملاح والأوساخ درعًا قويًا ضد التآكل المبكر. لا تنس أن أسلوب قيادتك هو العامل الحاسم إلى جانب كل هذه الإجراءات؛ فاتباع الحذر، تخفيض السرعة، والحفاظ على المسافة الآمنة، يظلون وسائل فعالة لتقليل المخاطر في أجواء الشتاء.
باتباع هذه الإرشادات والتوصيات المستندة إلى خبرة خبراء السيارات، يمكنك ضمان قيادة مستقرة وآمنة في أكثر شهور السنة تقلبًا، وحماية نفسك ومن معك على الطريق، مهما كانت ظروف الطقس قاسية أو غير متوقعة.





