هل يجوز الصلاة في السيارة ؟
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر. والصلاة لها أركان وشروط يجب الالتزام بها حتى تكون صحيحة.
من أركان الصلاة القيام والركوع والسجود، واستقبال القبلة. وبالنسبة للصلاة في السيارة، فإن هذه الأركان قد لا تتحقق في بعض الحالات، وذلك بسبب حركة السيارة وعدم استقرارها.
محتوى
حكم الصلاة في السيارة
حكم صلاة النافلة في السيارة
أشارت دار الإفتاء، أنه يجوز للمصلي أو للمسافر أداء صلاة النافلة في السيارة وما شابه، حيثما توجهت به وعلى هيئته التي هو عليها وبالصورة التي يجدها مناسبة، استنادً لقوله تعالي: “وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُولُوا وُجُوهَكُم فَثَمَّ وُجْهُ اللَّه.”
وعن “عَامِرَ بنَ رَبِيعَةَ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى الرَّاحِلَةِ يُسَبِّحُ، يُومِئُ برَأْسِهِ قِبَلَ أيِّ وجْهٍ تَوَجَّهَ، ولَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ ذلكَ في الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ, وجاء ذلك تخفيفاً وتيسيراً على المسلمين.
حكم صلاة الفرض في السيارة
لا تجوز الصلاة المكتوبة في السيارة وما مثلها إلا لعذر، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةِ.”
ونقل ابن البطال الإجماع بين العلماء على ذلك، لأن استقبال القبلة والاستقرار شرط من شروط صلاة الفرض، عندئذ الراكب يكون مخل بهذه الشروط فلا تجوز له الصلاة إلا بعذر.
الأعذار التي تجيز أداء الصلاة في السيارة
أجمع العلماء والفقهاء بتوضيح الأعذار التي تجيز أداء الصلاة في السيارة وما شابه لها، ومن هذه الأعذار:
- الخوف الشديد على النفس أو المال من عدو أو سبع أو المرض.
- خوف الانقطاع عن الصحبة، أو التأذي من مطر أو وحل.
- عدم القدرة على النزول من السيارة للصلاة المكتوبة مع فوات وقتها إذا لم يصلها المكلف بها.
كيفية الصلاة في السيارة
مذهب الحنفية: ذهبوا الى أنه يجوز للمصلي أن يؤدي الصلاة في السيارة إذا كان مضطر. فعندما يدخل وقت الصلاة والشخص في السيارة وما شابه، فيجب عليه أداء الصلاة قائماً، وراكعاً، وساجداً إذا كان بإمكانه ذلك. في حال عدم القدرة، يسمح له بأداء الصلاة جالساً بالإيماء، بعد أن يجتهد في تحديد اتجاه القبلة.
الشافعية والحنابلة: اعتبروا أنه يجب على الراكب في السيارة أن يستقبل القبلة أثناء أدائه للصلاة الفرض. أما فيما يتعلق بالصلاة النافلة، فهي جائزة أن تُصلي في السيارة أثناء التنقل حتى إذا كانت السيارة متجهة إلى جهة غير جهة القبلة. وفي هذه الحالة، يمكن للشخص أن يوجه نيته نحو جهة سفره كقبلة بديلة، ويمكنه أداء الصلاة بكل يسر وسهولة دون الحاجة للانحناء والسجود إذا كان غير قادر على ذلك. لكن يجب التأكد من أن الصلاة بالإيماء ليست وسيلة لتجاوز أداء الأركان الأساسية للصلاة بل هي تسهيل لمن لديهم صعوبة في الانحناء أو السجود.
هل يجوز الجمع بين الصلوات المكتوبة في السيارة؟
أكدت دار الإفتاء على المرونة المتاحة للمسلمين في الدين. في حالة توجد صلاة مكتوبة تتقاطع مع وقت السفر أو يتوجب أداؤها خلال فترة السفر، يمكن للمسافر أن يجمع بينها إما بتأخير إحدى الصلاتين أو تقديم إحداهما. وفيما يتعلق بالجمع بين الصلوات، يمكن للمسافر أن يصليهما معًا عند وصوله إلى وجهته، وهذا يعتبر تطبيقًا للقاعدة التي أجازها جمهور العلماء.
إذا كانت الصلاة من الصلوات التي لا يمكن جمعها مع غيرها، أو إذا كانت فترة السفر أو الجلوس في السيارة تستمر لوقت الصلاتين دون انقطاع، في هذه الحالة، يُعتبر الشخص معذورًا ويجوز له أداء الصلاة في السيارة أو ما شابه دون مشكلة دينية. ومع ذلك، تتباين الآراء بين العلماء حول هذا الموضوع، فبعضهم يرون أنه يجب على المسافر أداء الصلاة مجددًا بعد وصوله إلى وجهته، نظرًا لندرة حالات هذا العذر. وفي هذه الحالة، يُفضل قضاء الصلاة لاحقًا كتعبير عن الاحتياط.