ماذا تقيس كاميرات ساهر في السعودية؟

في عصر تتزايد فيه الحاجة إلى إدارة حركة المرور وتحسين السلامة على الطرق، تم إطلاق نظام ساهر لرصد المخالفات في المملكة العربية السعودية، ويُعتبر هذا النظام من الأنظمة الذكية المتقدمة، حيث يهدف إلى تقليل الحوادث المرورية وتعزيز النظام المروري، ومن خلال هذه السطور، سنستعرض آلية عمل نظام ساهر، والتقنيات المستخدمة في الكاميرات، بالإضافة إلى الأهداف الفعالة التي يسعى النظام لتحقيقها.

ماذا تقيس كاميرات ساهر

تُعتبر كاميرات ساهر أدوات تقنية متقدمة تقوم بقياس عدة جوانب حيوية لحركة المرور، ومنها:

سرعة المركبات

تقوم كاميرات ساهر بقياس سرعة كل مركبة تمر أمامها بدقة عالية، باستخدام تقنيات الرادار أو الليزر، ويتم مقارنة السرعة المقاسة بالسرعة المحددة على الطريق، وفي حال تجاوز السائق للحد المسموح به، يتم تسجيل المخالفة مباشرة، وهذا النظام يهدف إلى تقليل الحوادث الناتجة عن السرعة الزائدة، وتحفيز السائقين على الالتزام بالأنظمة المرورية.

مراقبة حركة السير

تلعب كاميرات ساهر دورًا مهمًا في متابعة حركة المرور لحظة بلحظة، حيث تساعد الجهات المختصة في التعرف على حالات الازدحام، الاختناقات المرورية، أو حتى الحوادث المفاجئة، ومن خلال هذه المتابعة، يمكن اتخاذ قرارات سريعة مثل توجيه الدوريات أو تعديل الإشارات لتسهيل انسياب الحركة.

ضبط المخالفات

تقوم الكاميرات بتسجيل المخالفات تلقائيًا دون تدخل بشري، مثل تجاوز الإشارة الحمراء، استخدام الجوال أثناء القيادة، أو عدم ربط حزام الأمان، وهذه التقنية تضمن الحيادية والدقة في رصد السلوكيات المرورية غير النظامية، وتسهم في تعزيز ثقافة الالتزام بقواعد المرور.

التعرف على لوحات المركبات

تعتمد الكاميرات على تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR) لقراءة لوحات المركبات بدقة، ومن خلال هذه الميزة، يمكن للنظام التعرف على المركبات المطلوبة أمنيًا أو تلك المُبلغ عن سرقتها، مما يدعم جهود الجهات الأمنية في تعقب المركبات المخالفة أو المشبوهة بسرعة وكفاءة.

آلية عمل نظام ساهر لرصد المخالفات

يعتمد نظام ساهر على شبكة متكاملة من الكاميرات وأنظمة إدارة المرور، حيث يتم رصد المخالفات بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة للتدخل البشري، حيث تتيح هذه الكاميرات مراقبة حركة المرور في الوقت الحقيقي وتسجيل جميع مخالفات ساهر مثل تجاوز السرعة وقطع الإشارات، كما يقوم النظام بمعالجة هذه المخالفات عبر قاعدة بيانات مركزية، مما يضمن سرعة الإبلاغ وإصدار المخالفات للمخالفين.

كيف يُسجّل نظام ساهر المخالفات المرورية؟

تمر عملية تسجيل المخالفات عبر نظام ساهر بعدة مراحل تبدأ من الرصد وتنتهي بالتسديد، وفق الآتي:

الرصد الآلي

تقوم كاميرات ورادارات نظام ساهر بمراقبة الطرق بشكل دائم، وعند ارتكاب أي مخالفة مرورية ضمن نطاق تغطيتها، يتم تسجيلها تلقائيًا والتقاط صورة للمخالفة.

إرسال صورة اللوحة

بعد توثيق المخالفة، تُرسل صورة لوحة المركبة المخالفة إلى مركز معالجة المخالفات التابع للإدارة العامة للمرور.

إصدار المخالفة

بمجرد استلام الصورة، يتم مطابقتها مع قاعدة البيانات الوطنية لدى وزارة الداخلية لاستخراج معلومات مالك المركبة، ومن ثم يتم إصدار المخالفة رسميًا وتسجيلها.

التسديد الإلكتروني

بعد تسجيل المخالفة، يمكن للمخالف سداد الغرامة المالية من خلال نظام سداد الإلكتروني، المتاح عبر البنوك المحلية في المملكة.

أنواع كاميرات ساهر في السعودية

بفضل التقدم التكنولوجي، تم تطوير عدة أنواع من الكاميرات الخاصة بنظام ساهر، وتتنوع هذه الكاميرات لتلبية احتياجات مختلفة، ومن أهم هذه الأنواع:

• كاميرات متحركة
• كاميرات مراقبة بسرعة ثابتة
• كاميرات مُركبة في الأنفاق
• كاميرات موجودة عند إشارات المرور
• كاميرات مخصصة للتعرف على لوحات المركبات

أنظمة وتقنيات نظام ساهر

يعمل نظام ساهر عبر مجموعة من الأنظمة التكنولوجية المتطورة التي تتكامل لتعزيز فعالية إدارة المرور، ويشمل النظام:

• نظام التعرف على لوحات المركبات (LPR): يتيح التعرف الفوري على اللوحات، مما يساعد في تحديد المركبات المطلوبة أو المخالفة.
• نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً (TMS): يُستخدم لتحسين تدفق حركة المرور من خلال التحكم الفعال في الإشارات الضوئية.
• نظام الضبط الإلكتروني للمخالفات (LES): يعتمد على شبكة من الكاميرات لرصد المخالفات بشكل آلي.
• نظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية (CCTV): يهدف إلى مراقبة حركة المرور في جميع الأوقات.
• نظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق (VMS): يقدم معلومات حية للسائقين حول الحالة المرورية.
• نظام تتبع مركبات جهاز المرور (AVL): يستخدم لتحديد مواقع سيارات دوريات المرور وتوجيهها بشكل سريع حسب الحاجة.

الأهداف وراء استخدام نظام ساهر لرصد المخالفات

تتعدد الأهداف التي يسعى نظام ساهر لتحقيقها على طرق وشوارع المملكة العربية السعودية، وأهمها:

• تعزيز السلامة المرورية من خلال تقليل الحوادث وتحسين سلوك السائقين.
• تطبيق أنظمة المرور بشكل فعال ودقيق، مما يسهم في رفع كفاءة العمليات المرورية.
• تطبيق أحدث التقنيات في النقل الذكي (ITS) لإنشاء بيئة مرورية أكثر أمانًا.
• رفع كفاءة شبكة الطرق، تحسين تدفق الحركة، وتجنب الازدحام.
• تعزيز الأمن العام باستخدام المراقبة التكنولوجية المتطورة.

وفي الختام، يمكن القول إن نظام ساهر يمثل خطوة متقدمة نحو تنظيم حركة المرور في المملكة العربية السعودية، ومن خلال مراقبة المخالفات بشكل آلي وتطبيق أنظمة تقنية حديثة، يسهم هذا النظام في تحسين السلامة على الطرق وتقليل الحوادث المرورية، ويعتمد نجاح النظام على تعزيز الوعي بأهمية الالتزام بالقوانين المرورية، مما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة في تنظيم السير والحفاظ على الأرواح والممتلكات.